تكمن أصالة «الأنا والنحن: التحليل النفسي لإنسان ما بعد الحداثة»، بشهادة العديد من المتخصصين، في كونه أول محاولة علمية جدية استطاعت وصف إنسان ما بعد الحداثة في شموليته، وتحليل الأسس النفسية والاجتماعية التي تحدد هويته، وإزاحة الغطاء على الثقافة المابعد حداثية في تجلياتها الاقتصادية، بدراسة الجذور الإيديولوجية لهذه الثقافة وشرح أخطر ما توصل إليه إنسان زماننا من استلاب وتغريب، عن ذاته وعن الآخرين.
تتشابك العوامل التي أدت إلى تكوين هذا الطبع المجتمعي المابعد حداثي الجديد وتتعقد، مفرزة «توجه أنا» جديد، لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية، درسه راينر فونك في هذا الكتاب باستفاضة وعمق.
وعلى الرغم من أن الكاتب والكتاب متخصصين، فإن فونك قد نجح في إيصال المضامين المختلفة لموضوع دراسته بلغة أكاديمية عالية الجودة في متناول جمهور عريض من المهتمين، وقد لقي هذا الكتاب إقبالًا كبيرًا عليه في العالم أثناء صدوره، وما يزال محور اهتمام الكثير من الدوائر الأكاديمية.