جميع أحداث الرواية تدور في بيتين من بيوت زقاق المدق ، البيت الأول يمتلكه السيد رضوان الحسينىي ذو الطلعة البهية ذو لحية صهباء يشع النور من غرة جبينه، وتقطر صفحته سماحة وبهاء وإيماناً، يصف لنا الكاتب حياته: وقد كانت حياته خاصة في مدارجها الاولى_ مرتعا للخيبة والألم، فانتهى عهد طلبه للعلم بالأزهر بالفشل، وقطع بين أروقته شوطا طويلاً من عمره دون أن يظفر بالعالمية، وابتلى_إلى ذلك_ بفقد الأولاد فلم يبق له ولد على كثرة ما خلف من أطفال. ذاق قلبه الخيبة حتى أترع باليأس ومن دجنة الأحزان أخرجه الإيمان إلى نور الحب، وفرغ حبه للناس جميعا. في البيت الثاني الذى تملكه الست سنية العفيفي إمراة يقارب عمرها الخمسين، يبدو جسمها جاف نحيل كما تصفها نساء المدق، كانت الست سنية عفيفي قد تزوجت في شبابها بصاحب دكان روائح عطرية، ولكنه كان زواجا لم يصاحبه التوفيق، فأساء الرجل معاملتها، وأشقى حياتها، ونهب مالها، ثم تركها أرملة منذ عشرة سنين. ولبثت أرملة كل تلك السنين لأنها على حد قولها كرهت الزواج.