يعكس الشابي في ديوانه ومن خلال قصائده تفانيه في خدمة وطنه بعد مخاض طويل في الصراع بين بواعث الاغتراب الروحي والمكاني، ودوافع الحماس والالتزام الوطني. هذا الاندفاع الوطني المستميت قد تولد من التأمل المغرق في حقيقة الوجود والأكوان، والانطواء على الذات في عناقها لكآبتها وحيرتها أثناء انسحابه من صخب الأيام إلى عالم “الغاب” الذي رسمه في شعره متأثراً بتجارب الشعراء الهجريين ولاسيما التجربة الجبرانية.