في هذه التباريح شئ من السياسة .. وبعض من الفكر، ونماذج من البشر.. ،وشظايا من الذكريات، ونتفت من القهقهات وسحابات من الدموع والأوجاع معظمها مما يُضحك حتى تطرق الدموع أبواب العين ويُبكي حتى يذوق اللسان ملوحة الدمع.. وقد يراها البعض سياسة خالصة، وقد يعتبرها آخرون أدبا خالصاً وقد لا تُرضى هؤلاء، ولا أولئك .. وهذا حقهم الذي لا أنازعهم فيه! وفي هذه التباريح شئ من المرارة، وكثير من الغضب، واحتجاج بمساحة العمر.. وحزن بعمق الجراح الطرية التى ما زالت تستعصى على الاندمال ، أعلق فأسها جميعاً في رقبة الذين طاروا بأشواق جيلنا إلى ذُرى الجبال، ثم ألقوا بها بقسوة جلفة إلى جُب الهزيمة والإنكسار لكنها -هذه التباريح – تستقطر الضحكة، من زمن الكوميديا السوداء الذي نعيشه، لذلك أهديتها لذكرى “ناجي العلى” : ضحكتنا التى تشرق بالدموع.. ووجعنا الذي لن يطيب.
صلاح عيسى