Synopsis
عنى ماكس فيبر بالفعل الاجتماعي وجعله موضوعه الأساس، وعرفه بأنه: «صورة للسلوك الإنساني الذي يشتمل على الاتجاه الداخلي أو الخارجي الذي يكون معبراً عنه بواسطة الفعل أو الإحجام عن الفعل، إنه يكون الفعل عندما يخصص الفرد معنى ذاتياً معيناً لسلوكه،
والفعل يصبح اجتماعياً عندما يرتبط المعنى الذاتي المعطي لهذا الفعل بواسطة الفرد بسلوك الأفراد الآخرين ويكون موجهاً نحو سلوكهم». وبناء عليه كان يركز على فهم الفعل الاجتماعي على المستوى الفردي وعلى المستوى الجمعي. ولا بد لفهم سلوكيات الفرد، من النظر إلى دوافعه ونواياه التي تقف خلف سلوكه. وفي الوقت نفسه لا بد من فهم سلوكيات الجماعة والتي يكون الفرد عضواً فيها.
عن المنظمة العربية للترجمة صدر كتاب: «الاقتصاد والمجتمع: الاقتصاد والأنظمة الاجتماعية والقوى المخلفات. السيادة» تأليف: ماكس فيبر، ترجمة محمد التركي.
في «الاقتصاد والمجتمع» أسس ماكس فيبر لـ «مفهوم اجتماعي واضح للسيادة» لم يجده لدى سابقيه من أهل الاختصاص وحاول تعريف نماذج السيادة الخالصة بغض النظر عن الظواهر التي يمكن أن تتجسد فيها عبر التاريخ. و هو ما جعله ينفرد بعمله هذا عن بقية معاصريه من رجال الحقوق والمؤرخين وعلماء الاجتماع.
لقد عبر ماكس فيبر عن عدد من الدلالات مثل الهيمنة والسيطرة والسلطة والحكم. إلا أنه حمل أيضاً دلالة سلبية تتمثل في العنف أو القهر الذي يصاحب دائماً مثل هذا الفعل السياسي، وهو ما حاول فيبر تجنبه في تحديده لهذا المفهوم باعتبار أنه كان يرغب في تأسيس مفهوم أشمل يشرع للسلطة بصفة عقلانية.
تطور مفهوم السيادة في مستهل القرن العشرين بالسجال الذي جرى آنذاك بين ماكس فيبر ومعاصريه من رجال القانون والمؤرخين وعلماء الاجتماع الذين اهتموا بهذا الإشكال بحثاً عن التحديد الأقوم لنموذج السيادة الذي يمكن التشريع له بصفة عقلانية. واختلف ماكس فيبر عنهم في تمكنه من تحليل وسبر أغوار وتجريد السيادة وحصرها في نماذج ثلاثة خالصة وهي: السيادة البيروقراطية والسيادة التقليدية والسيادة الكاريزماتية. فمن خلال هذا التقسيم يتيسر للقارئ التعرف إلى أنماط السيادة في إطارها المفهومي الخالص ثم السعي إلى وضعها على محك التجربة.