Synopsis
ينقل الكاتب من خلال صفحات كتابه للقارئ ماذا كان يحدث في مصر على أعتاب القرن الواحد والعشرين. والذي يجذب القارئ لهذا الكتاب هو أسلوب الكاتب في عرض انفعالاته مع الأحداث سواء في مجال عمله الوظيفي أو على ساحة العمل الوطني والعام في وطنه مصر. فهو أسلوب تصويري معبر يشعر القارئ بأن الألفاظ مختارة بعناية دون افتعال، وأن الصياغة روعي فيها إشراك القارئ في أحاسيس الكاتب دون إرهاق له أو ضغط عليه. فجمع بين الكتابة الجادة في أدق موضوعات الحياة السياسية بروح وطنية عالية وبين العرض بالطريقة القصصية السلسة التي لا تتعب الذهن، وإن كانت تثير المشاعر وتدفع إلى معاودة التفكير فيما حدث والكاتب يروي وقائع الأحوال التي مرت به أو ما استخلصه منها في تلك الفترة التاريخية في حياة مصر السياسية، وذلك في حال وقوعها، لذا فإن قيمة الكتاب تكمن بالدرجة الأولى في تصويره لنفسية شاب مصري مثقف ممتلئ حباً لوطنه.
يرنو ببعده إلى المثل العليا ويريد الخير والصلاح لبلده. يبحث عن القدوة الطبية بين رجالات هذه الأمة. وعلى هذا الأساس، فإن محتوى الكتاب يعبر عن مشاعر الكثير من أمثاله من الشباب المخلص في هذه الحقبة من حياة مصر إزاء الأحداث الجارية على أرضها، وعما دار في أذهانهم من أفكار حولها سواء جاءت هذه المشاعر والأفكار نتيجة فهم متكامل لكافة الظروف والملابسات أم كانت تتصف بالمثالية التي تبعد عن الواقعية في إصدار الأحكام. وهو بهذا المعنى يعتبر عوناً للباحثين في تاريخ السياسة المصرية على تفهم الكثير من ردود أفعال الشعب إزاء الأحداث، ومرشداً للمشتغلين بالعمل السياسي إلى صدى بعض التصرفات التي يأتونها عن عمد أو يقعون فيها عن قصد حتى يتجنبوا التردي فيها فتسيء إليهم وتدين بعض أفعالهم. على ضوء ذلك يمكن القول بأن اغتيال أمة هو عصارة نفس مؤلفه وخلاصة انفعالاته خلال فترة غير قصيرة من أنضر أيام حياته وهي مرحلة شابه المبكر، مدركاً بأنه ينبغي أن يخرج للناس كما هو دون تعديل أو تحرير، شأنه في ذلك شأن الفيلم التصويري الذي يسجل الأحداث حال وقوعها… فهي اعترافات شاب ذاك العصر.