هيسه بكثافة شعوره بالعزلة الروحية وبمنحة الإنسان المعاصر, ينسج عوالمه الروائية ذاهباً إلى الموت كمنعطف تراجيدي, كإيقاع بالغ التوتر, يقبض على الفن والسعادة , الحب, الحياة ذاتها, ولعل روايته الصيف الأخير هي صورة مبدع ينصت لهسيس الذات والعالم والاخرين, مبدع يصالح الموت ويقاومه بآن: (أشرب نخبك أيتها الأشياء الرائعة في العالم , أنا الأكثر زوالاً والأكثر إيماناً والأكثر حزناً الذي يعاني خشية الموت أكثر منكن جميعاً).
هذا ما يقوله كلنكسر الرسام المسكون بالموت والميلاد بالزوال والتفسخ وغوايه الانبعاث لكن صورة البطل الفنان والعاشق في مساء عمره الجميل ستنفتح على أمنكة وأزمنة ,بل على تساؤلات جوهرية لماذا كان الزمان موجوداً? لماذا يكون هذا التعاقب الأبله للأشياء? أو محاورات حول تغيير المصير, وإرادة الحرية وتأويلها مع أصدقائه الأربعة. يذكر كلنكسر أنه أثناء طفولته في سن الثانية عشرة لعب مع أقرانه لعبة اللصوص, كان هو ذو الأرواح العشرة وكل (لص) بعشرة أرواح, فإذا ما أمسك الخصم به أو أصابه برمية من رمحه, يفقد روحاً واحدة, وتستمر اللعبة ما دام يملك ست أرواح أو ثلاث أو واحدة ويخرج من اللعبة عندما يفقد الروح العاشرة, الأمر المحزن إذا انتهت اللعبة ولديه تسع أرواح أو سبع!.