في كتابه “قادة الفكر” يلح طه حسين كثيراً على ضرورة الأخذ بالمماثلة التامة بين الشرق القريب (= الأوسط) وأوروبا، منطلقاً من قراءة امتثالية لكل ما شاع في المناهج القائلة بأن تاريخ الغرب نسيجاً متماسكا ومطرداً من الأحداث، وبأنه – ومعه التاريخ الإنساني محكوم بغائية تقوده إلى نهاية محددة، والمطابقة بين الشرطين التاريخيين للغرب وللشرق القريب مهم بالنسبة له .
ومن ثم كانت دعوته الملحة إلى جعل المثل الأعلى للحضارة يونانياً وأن يكون قادة الفكر الإنسانى هم : (هوميروس) و(سقراط) و(أفلاطون) و(أرسطو) فيقول :” لو أن الحضارة الحاضرة أزيلت وأريد تأسيسها حضارة جديدة لكانت فلسفة أرسطو أساساً لها”